وجدي كريم التميمي
تحارب التنظيمات المتطرفة سواء الدينية أو السياسية أي علاقة روحية أو إجتماعية خارج إطار فكرها المتطرف وتعتبره تهديداً حقيقياً لقدرتها في السيطرة على الأشخاص والمجتمعات ، وتعتمد في الأغلب الوحشية بالقتل أو التدمير لإستثمار الرعب في نشر أفكارها وبسط نفوذها.
من بين التنظيمات التي نشطت داخل العراق خلال الفترة عامي ( 2003 – 2021 ) ، نجد أن القاعدة وداعش حاربتا بشراسة ضد أي علاقة خارج اطارهما الإنتمائي وإن كانت بعض هذه العلاقات مرت بهدنة استقوى بعدها لضربها بشدة كما حدث من قتال عنيف بين عناصر داعش والنقشبندية في ديالى خلال تموز 2014 لتحقيق غاية واحدة... أن يبقى التنظيم وحيداً دون منافس .
فقد استهدف الإرهاب الروابط الأسرية بدفع الأبن إلى قتل أبيه لمجرد أنه موظف حكومي ، كما تعمد تكليف أشخاص من أحياء او قرى لقتل جيرانهم بعد أن كان المجتمع العراقي يتفاخر بروابط الجيرة ، واستمرت معاول الفكر المتطرف بمحاولة الهدم بالتأكيد على الخطاب التكفيري لمن هم من ديانات أخرى أو حتى مذهب آخر وكل هذه المحاولات نفذت بطريقة وحشية ودموية خصوصاً في أماكن يعتبرها المستهدفون مقدسة كما في تفجيرات سامراء عام 2006 وهجوم كنيسة سيدة النجاة عام 2010 .
أما على المستوى الوطني فقد عمدت هذه التنظيمات إلى محاولة إلغاء مفهوم المواطنة وذلك بفصل الأفراد عن انتمائهم للعراق بخلق كيانات قروسطورية مثل ( دولة العراق الإسلامية ، والدولة الإسلامية في العراق والشام ) وذهبت بعض المحاولات أبعد في فصل التاريخ والأرث الحضاري لهذه الأرض فعمدت معاولهم إلى تحطيم المواقع الآثارية ونهبها لطمس معالم الإنتماء التاريخي لأبناء تلك المدن بتاريخ أرضهم وأرض أجدادهم وإبعاد صورة البلد الواحد والشعب الواحد عنهم بمحاولة جعلهم عجينة طيعة خالصة لما يحاولون دسه في عقولهم من أفكار متطرفة .
إن انتصار الشعب العراقي بمختلف ألوانه في طرد التنظيمات الإرهابية وتحرير المدن ، ساهم بتعزيز الروابط الوطنية بينهم وهو الانتصار الحقيقي في الحرب على الإرهاب ، وإن دعم تقوية هذه الروابط هي الفرصة والضامن الحقيقي لعدم عودة التنظيمات المتطرفة مستقبلاً .
تحدثت السيدة تيري جاد المحاضرة في المعهد الأوربي للسلام عن تلقيها رسائل ترحيب للتجوال الدولي على هاتفها النقال عند زيارتها لأي بلد لكنها أعربت عن إعجابها بالرسالة التي وردتها عند دخولها للعراق ...
تقول ( مرحباً بك في مهد الحضارات ).
حب الوطن هو من يقتل الإرهاب....